النمل
تخلق بخلقها في التعاون مع الآخرين .. فإنها قد تجد جرادة لا تطيق حملها ، فتعود مستغيثة بأخواتها ،
فتراهم خلفها كالخيط الأسود قد جئن لأعانتها ، فإذا وصلن بالمحمول إلى بيتها رفعنه عليها ..
تخلق بخلقها في الصدق وذم الكذب ..
فقد ذكر الإمام ابن القيم في كتابه " شفاء العليل
" أن نملة وجدت شق جرادة ، فحاولت حملها لكنها لم تستطع فذهبت إلى أخواتها من النمال
ثم جاءت بهم سربا كبيرا ، وقبل أن تصل هي وأخواتها رفع ابن القيم شق الجرادة عنهم ، فلما لم يجدن شيئا ..
ذهبن .. يقول ثم وضعت شق الجرادة فحاولت حمله فلم تستطع ، فذهبت إلى أخواتها فحضرن معها مرة أخرى
فرفع عنهن شق الجرادة قبل أن تصل إليه مع أخواتها ، يقول ابن القيم فتكرر هذا الأمر ثلاثا وفي آخر مرة
استدارت النمال حولها حلقة واحدة فقطعنها قطعا !!!
الخنفساء
لا تكن رديء الطبع مثلها ، فإنها إذا دُفِنت في الورد ظلت ساكنة
ولم تتحرك ، فإن أعيدت إلى الروث رتعت !!
الحية
لا تتعدى على إخوانك مثلها ، ولا تكن مثلها فإنها تأتي إلى الموضع
الذي قد حفره غيرها ، وما يكفيها أن تشرب اللبن حتى تمج سمها فيه ...
الحـــمــار
يسير في الليلة المظلمة إلى المنزل فيعرفه ، فإذا خلى سبيله
وصل إليه بغير الدليل .. وهو مع هذا يفرق بين الصوت الذي به يُستوقف
والصوت الذي يحثه على السير !!
فيا ضالا طريق الجنة .. يا فاقدا التمييز بين صوت داعي الجنة وداعي النار
لم تحصل في الهمة درجة **** !!! دنو أجلك .. يزيد من أملك !!
الكــــلــــب
علمته أن يترك شهوته في تناول ما صاده شكرا لنعمتك
وخوفا من سطوتك ، وكم علمك الله ورسوله وأنت كما أنت ...
القط
إذا أحسنت إليه مرة جعل كلما رآك لاطفك ، وتمسّح بثيابك
وأنت كل ذرة من بدنك تشهد بإحسان الله إليك .. وكل شعرة من جسدك
مغمورة بنعمته عليك .. ومع هذا كله .. كلما رغّبك فيه .. رغبت عنه !!
وكلما أدناك منه .. أحببت غيره !!
وكلما واصلك .. جافيته !!
خاصمته وأنت أحوج ما تكون إليه !! وصالحك وهو أغنى ما يكون عنك !!!!
هلاّ تعلمت من البهائم ... يا صاحب القلب الهائم ..
لا تعظمن قدرك فقد تعلّم قابيل كيف يدفن أخاه من غراب !!
وعلم سليمان خبر بلقيس من هدهد