قصة صوره من العراق

في الحروب والأزمات والكوارث يتبارى المصورون على التقاط صور تبيّن مدى حجم المأساة وعمق الألم الذي يُعانيه الإنسان في تلك اللحظة ، وهناك صور كثيرة معبرة ، تخلّدت وأصبحت رموزا عن تلك الأحداث المأساوية ، وفي الفترة الأخيرة تناقلت وسائل الإعلام الأمريكية – وبكل فخر – قصة صورة من من صور الحرب في العراق ، ووصفتها بأنها مفخخة في الموصل شمال العراق ، فشاهد طفلة صغيرة مصابة بجراح خطيرة بفعل هذا الانفجار الذي نفذه " مجاهدو الإرهاب" ، فما كان منه إلا أن انتشل تلك الطفلة وأخذ يعدو بها وهو يبكي متجها للمستشفي العسكري الخاص بالقوات الأمريكية ، الحادثة كانت في مايو من عام 2005 ، ولكن الجيش الأمريكي أفرج عن هذه الصورة مؤخرا في أكتوبر من هذا العام .


كذلك نشرت كثير من المدونات الأمريكية هذه الصورة ووضعت تعليقاتها عليه ، وبالإمكان كتابة اسم الميجور بيغيري Major Mark Bieger في محركات البحث لتجد كثير من النتائج التي تقودك إلى الصورة وقصتها

مثلما تناقلت البلوغات الأمريكية ووسائل الإعلام هناك الصورة بكثير من الشفافية ، قام البعض عندنا بنسخ الصورة وتحريفها ، وتأليف قصة خيالية حول تلك الصورة ، فتحول الميجور مارك بيغيري عند بعض اسلاميينا من مجاهدي الإنترنت إلى قاتل ، وذكروا بأنه قد قتل الطفلة العراقية ثم أخذ يبكي عليها ندما (!!!) ، بل وأخذوا يتناقلون هذه القصة عبر المنتديات ، ونشرها عبر الإيميل ، مع صب اللعنات على ذلك الجندي الأمريكي الذي لا يحمل ذرة من الإنسانية لقتله تلك الطفلة ، ولن يقتنعوا أو يصدقوا بأن القاتل هو من يصفقون لهم من المجاهدين الإرهابيين في العراق ، وسيصفون من يقول ذلك بأنه عميل وخائن وربما زنديق وكافر ...

وهذه قصة الصورة من وجهة نظر "جهادية" بعد تصغير الخط الذي تمت كتابته بشكل مضخم ليبيّن مقدار غضبهم ثم كتب صاحب الموضوع أن موضوعه هذا "منقول" أي أنهم يتداولونه دون التثبت من صحته ، ولاحظوا عنوان الموضوع "جندي أمريكي يقتل طفل برصاص ثم يحتضنه بقوه ويبكي ( صورته) ":



جندي أمريكي يقتل طفل برصاص ثم يحتضنه بقوه ويبكي ( صورته)


جنود كفرة !!
وحوش بشرية قاتلة !!
كافرة باغية متجبرة !!
لا يرقبون في مؤمن إلا ًّو لا ذمة !!
.. و ما زالت جراحاتنا و مدامعنا تنزف مما فعلوه .. و تفننوا به ..
في جميع بقاع المسلمين
وصلتني هذه الصورة .. و التي لم أستطع قراءتها .. !! .. و فشلت في فهم معالمها .. !! .. و الوصول لمدلولاتها .. !!!
كانت تحمل عنوانا ًغريبا ًجدا ً..
جندي أمريكي يحتضن أشلاء طفل ٍعراقي



قتله .. ثم .. بكى عليه .. !! .. و يحتضنه بألم .. ؟؟ !! .. و ما زالت دماءه تنزف .. !! .. متناثرة .. !!

أمسكتُ هذه الصورة
.. و قلبتها ..



ثارت في نفسي خواطر و أسئلة كثيرة ..
ما سرُّ هذا الإحتضان و البكاء .. ؟!!
ماذا تريد أن تقول له ؟؟ .. لا تمت ْأيها الصغير .. فلم تكن ْأنت َالمقصود .. لقد جئنا .. .. لنحرركم .. .. ؟ !!
{{ .. .. صدقت َأيها الجندي .. لقد حررت َروحه من جسده الذي تمزقَ حتى خرجت ْلبارئها .. .. }}
و ما الذي تريدُ أن تهمسَ في أذنه .. لتعتذرَ منه ؟؟ .. لقد جئتكمْ هنا مكرها ًعلى قتالكم .. ؟!!!
عجبا ًلك َ.. كم قلب في جوفك .. ؟؟ !! .. قلبُ ُ.. .. يقتلُ .. .. و آخرَ .. .. يتألمْ .. .. ؟!!!
.. .. .. و لا أدري .. .. ..
ربما تكون اشتقت َلرائحة ِالدماء ِفحملت َهذا الصغير و زرعت َأنفك َفي عمق ِالجراح .. !!
.. ربما .. فليس بمستغرب عليكم هذا .. !!
أو .. ربما تحاول ُأن تتوارى بجثة ِهذا الصغير عن إعلام ٍأتى ليلتقط لكم بعض الصور .. !!
عفوا ..
فلن أطيل َفي ترجمة ِما أرى .. و لن تنسيني هذه الصورة صورا ًكثيرة .. ما زالت محفورة في ذاكرتي ..
رسمها هذا الجندي و أصحابه بدماء ِأطفالنا .. و صرخاتهم .. و آلامهم .. .. و ما زالوا .. ..
.. .. لذلك .. ..
.. .. سأمزقهاا .. ..

no comment

والله فعلا لا تعليق

[size=18]صورة!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!![/size]